فى يوم أثيرى سمائه رائقة, وشمسه مشرقة , سافر الخيال بعيدا عبر الزمن , هناك حيث أثرالأجداد منثور في أركان المعمورة كاللؤلؤ المكنون , أهرامات شامخة تحمل أسرار لم تبوح بها بعد , ومعابد جبارة عبدوا فيها الله وبيوت للحق منحوتة في أوتاد صامدة , بين كل هذا مازال يلح السؤال اين هي آثار سكناهم ؟ ومنازلهم , ولماذا محاها الزمن ؟ فتحضرنى الفكرة أن الحضارة الكمتية المصرية القديمة كانت قائمة على أساس دينى و فلسفي واي تفسير لما يتعلق بهذه الحضارة الجبارة يجب أن يمرعبر بوابة الدين والفلسفة , كل أفرع الحضارة من فن سواء نحت أو هندسة معمارية أو تصوير , أو من أفرع أخرى كالطب أو الفلك أو أدب وغيرها كلها لها مغذي وأساس ديني , فاعتقد المصري القديم أن حياته علي الأرض فانية فمهما عاش سوف يموت , ومهما طال به العمر فله نهاية , وأدرك ان الحياة الدنيا ليست الهدف والنهاية , وآمن بالبعث بعد الموت , وآمن بالحياة الأبدية بعد الموت أما في الجنة أو النار, ومن هذا المفهوم أدرك أن ما يحيا فيه على الأرض فهو زائل بزواله هو وما يحيا فيه بعد الموت خالد بخلوده هو .
وعن عمد إختار مواد بناء تفني بفناءه علي الأرض و مواد بناء خالدة لما يحي فيه بعد الموت ولذلك سميت المنازل ببيوت الحياة الاولي وسميت المقابر ببيوت الحق , من مواد البناء للحياة الاولي تدرجات حسب اهمية الشخص , فاستخدموا الحجر الجيري لقصور الملوك و الأمراء والنبلاء , أما العامة فكانت بيوتهم من الحجر اللبن والفقراء من البوص المحزوم عليه ملاط من الطين وتلك مواد فانية لذلك لم تبقي كما أرادوها أن تفني , أما بيت الحق والخلود(المقبرة) فكانت من مواد صلبة مثلما كانت التوابيت من الجيرانيت وكذلك أجزاء كبيرة من الهرم الخالد ونحتوا مقابرهم في الجبل مثل وادي الملوك لبقاءها ببقاء الجبل , حياة فانية في بيت فاني حياة خالدة في بيت خالد.(إلى يوم معلوم) , أما المعابد فبنيت لله الواحد الخالد المتصف بصفاته الكثيرة فله الأسماء الحسنى وهو موجود في كل شئ فكانت كل أشكال النترو مجرد صفة من صفاته , فبيوت الله (المعابد) يجب ان تبقي ببقاء الله , والله لا يفني فهو خالد , ولذلك إختاروا مادة بناء المعبد من الحجرالرملي والجيرانيت بالوانه ودرجاته لانها أحجار في عرف الديانة المصرية القديمة احجار تمثل الخلود والعكس الحجر الجيري واللبن أحجار ترمز للفناء , ومن هنا ذهب وفنى ما أراده المصري أن يذهب ويفنى وبقى ما أراده المصري أن يبقى , حسب ما إرتأته ديانته الوحدانية , لا شئ تركه الأجداد بلا تدبير فعلينا أن نتدبر أن (كِـمـت) هي أرض لم تبوح بكل أسرارها بعد., ولكنها تركت لنا علامات وإشارات لأحفادها الوارثين .