كتبت الصحفية والمذيعه الإعلامية مرثا سليمان
" لن تُشفى من حب لمس عقلك لانه اسمي من ذلك ، لأنك لم تقع في حب جسد، بل وقعت في عشق ابدي بأن تحب فكرة، في حب نور انبثق من عينين، في حب عقلٍ يفتح لك أبواب العوالم، ويجعلك ترى نفسك بطريقة لم تعرفها من قبل. الأجساد تُنسى، لكن من يوقظ عقلك يبقى في داخلك. "
لم يكن حبّها حبّاً عادياً يولد في عيون الناس ويموت في صمتهم، بل كان جرحاً مفتوحاً بين لهيب الشغف وهاوية الفقد. هو يرى فيها الشرارة التي تضيء عتماته، وهي ترى فيه المرآة التي تكشف أعماقها
كلما اقترب منها، شعر أنه يحترق بنورها، وكأن وجودها نفسه عاصفة تجمع بين الخلاص والعقاب. كان يقول في سرّه: "أنتِ جراحي وشفائي، عذابي ونجاتي، ناري ومائي." أما هي، فكانت تعلم أنها بالنسبة له أكثر من عشق ، وأنها قدره الذي لا يملك غيابه ولو للحظات
غيابها كان يلتهمه ويحرقه من الداخل ببطء ، وحضورها يسكب فيه عذوبة لا تحتمل، كأنها لحن محرّم يوقظ في دمه نشيداً لا يجرؤ أحد على ترديده. في كل لقاء، كان يشعر أنه يعيش بين لحظتين: لحظة الانعتاق وانهيار روحه في ابتسامتها، ولحظة الإعدام في فكرة فقدها.
ذلك الحب لم يكن ضعفاً، بل هو العشق الابدي امتحاناً للروح، ناراً تصهره ليولد من جديد في كل لحظه

