الابتزاز النووي وسيلة إيران لكسر العقوبات الأمريكية
ردود الفعل العالمية تجاه تلك الخطوات التصعيدية
بريطانيا وإسرائيل تنتقد وروسيا تعلق على زيادة تخصيب اليورانيوم
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الإثنين، أن بلاده تخطت الحد المسموح لها من مخزون اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية في تحد لمطالبة الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق لها بضرورة الالتزام به رغم العقوبات الأمريكية.
وأوضح "ظريف"، أن إيران تخطت الحد البالغ 300 كيلوجرام من سادس فلوريد اليورانيوم (يو.إف6)، وعلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذه الخطوة التصعيدية من الجانب الإيراني، قائلة إن مفتشيها يتحققون مما إذا كان مخزون إيران من اليورانيوم المخصب قد تجاوز الحد المسموح به بمقتضى الاتفاق.
وأشار المتحدث باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى أن الوكالة الدولية على علم بالتقارير الإعلامية المتعلقة بمخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب، وأن مفتشي الوكالة موجودون على الأرض وسيبلغون المقر الرئيسي بمجرد التحقق من المخزون.
وبحسب الوكالة النووية يعتبر تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض نسبته 3.6 في المئة من المواد الانشطارية هو أول خطوة في عملية ربما تسمح لإيران في نهاية الأمر بتوفير مخزون كاف من اليورانيوم عالي التخصيب لبناء رأس نووية. وقال ثلاثة دبلوماسيين يتابعون عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها تحققت يوم الأربعاء الماضي من أن إيران تملك 200 كيلوجرام تقريبا من اليورانيوم منخفض التخصيب، أي أقل من الحد الأقصى الذي يسمح به الاتفاق وهو 202.8 كيلوجرام.
كانت إيران صرحت في وقت سابق أن الدول الأوروبية لم تقدم ما يكفي من الدعم التجاري لطهران لإقناعها بالعدول عن تجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق النووي. واتخذت إيران قرار تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه العام الماضي وإعادتها لفرض العقوبات على طهران. وقالت إيران إن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط منها توليد الطاقة.
لكن مصدر ايراني مطلع، كشف أن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 في ايران قد تخطى مستوى الـ300 كيلوجرام، ولفت إلى أن نسبة التخصيب ستزيد عن 20 في المئة، وذلك من أجل "استخدامه في المفاعلات المحلية.
أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سيد عباس موسوي، أن طهران بإمكانها الرجوع عن تعهداتها المتعلقة بالاتفاق النووي، وخفض هذه التعهدات، مشيرا إلى أن أنها كانت قد أعلنت أنه في حالة عدم اتخاذ الأوروبيين خطوة ملموسة في هذا الشأن، فإنها ستواصل مسيرتها. أضاف موسوي أن بلاده تشهد حاليًا محاولات وإجراءات من جانب الأوروبيين، ولكن عليهم أن يتخذوا إجراءات لتلبية المطالب الإيرانية.
وردا على ذلك، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو"، الدول الأوروبية على فرض عقوبات "فورية" على إيران؛ وقال "نتنياهو"، وفقًا لبيان من مكتبه: "أقولها مجددا إن إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية". وأضاف: "اليوم أدعو أيضا كل الدول الأوروبية إلى الوفاء بالتزاماتها. لقد تعهدتم بالتحرك في اللحظة التي تنتهك فيها إيران الاتفاق النووي ولقد تعهدتم بتفعيل آلية العقوبات الفورية التي وضعت في مجلس الأمن".
ومن جانبه علق وزير الطاقة الإسرائيلي قائلا إن إيران تقوم بعملية "ابتزاز نووي" بتخزين يورانيوم منخفض التخصيب أكثر من المنصوص عليه في الاتفاق النووي مع القوى العالمية عام 2015. وقال الوزير يوفال شتاينز للهيئة إن مواصلة الضغط الدولي سيدفع طهران للتراجع. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الوزير قوله"هذا انتهاك صارخ للاتفاق. إيران تقوم بابتزاز نووي. إنها تقول 'انظروا إلى أي مدى نقترب من سلاح نووي". وأضاف: "اقتصاد إيران ينهار لذلك فهم يقومون بأفعال غير متوازنة. سيتراجعون عنها إذا استمر الضغط".
بينما أعربت السلطات البريطانية وهي أحدي الدول الموقعة على الإتفاق النووي الإيراني عن بالغ قلقلها من تجاوز إيران للحد الأقصى من اليورانيوم المسموح به في الاتفاق النووي. ودعت الخارجية البريطانية، طهران إلي ضرورة الالتزام ببنود الاتفاق، مؤكدة أن الجانب البريطاني يستخدم كل الوسائل الدبلوماسية لخفض التصعيد في المنطقة.
قالت بريطانيا إنها تبحث على نحو عاجل خطواتها التالية مع شركائها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن إعلان إيران "مقلق للغاية" وإن بريطانيا ستواصل العمل مع شركائها للحفاظ على الاتفاق. وأضاف المتحدث للصحفيين: "كنا واضحين دائما في أن التزامنا بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) يعتمد على التزام إيران التام بشروط الاتفاق ونحثها على العدول عن هذه الخطوة". ومضى يقول: "ندرس على نحو عاجل مع شركائنا في خطة العمل الشاملة المشتركة الخطوات التالية بموجب الاتفاق".
قال نائب وزير الخارجية الروسية سيرجي ريابكوف، في تصريحات صحفية خلال مشاركته في أعمال منتدى (فالداي للحوار) إن "تجاوز إيران حد الـ300 كيلوجرام من اليورانيوم أمر مؤسف لكن لا يجب تهويل الأمر" داعيا كل الأطراف الأوروبية المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة إلى عدم تأجيج الوضع.
وحث ريابكوف الإيرانيين على ضرورة التحلي بأقصى درجات المسؤولية فيما يخص خطواتهم في هذا المجال وخاصة فيما يتعلق بتطبيق إيران اتفاقات الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والبروتوكول الملحق بها.
واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أن إيران تواجه ضغوطا غير مسبوقة وتضييقًا أمريكيًا لا نظير ولا مثيل له ، تجري ممارسته من خلال العقوبات .. مشددا على ضرورة أن تبقى طهران طرفا في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وأن لا تخرج منها.