لماذا يجب أن يكون منتخبنا الرياضي منتخب الفراعنة !
وتوت عنخ آمون الفرعون الصغير!
ونحن أحفاد الفراعنة !
لماذا يجب أن يكون رمسيس الثاني تحديدا دون غيره من الملوك هو فرعون النصوص الدينية !
ذلك الفرعون الطاغية الوثني الفاسد الذي إستباح النساء وقتل الأطفال
وكيف تسلل هذا المسمي الخبيث الي إعلامنا وتاريخنا وثقافتنا ومناهجنا الدراسية وحياتنا اليومية
حتي اننا تعودنا أن نسمع و نشاهد أساتذة وعلماء في الأثار وغيرهم يرددون هذا المسمي بلا خجل
ورغم أن الباحثين عن الحقيقة قد قتلوا هذا الامر بحثا ولم يجدوا لهذا المسمي أي سند تاريخي كما أوضحوا ان كلمة ( برعا )التي قال عنها بعض الاثريين انها تعني لقب فرعون
هى تعريف اصطلاحي إداري كتب في صيغته المصرية بمعنى القصر العظيم او البيت العالي او الكبير
وربما شاع استخدام لقب (برعا ) فيما بعد ليدل على مكان صنع القرار
"فبرعا" لم يكن لقبا للحاكم فى مصر القديمة ولكن تعني "سياسة" البيت أو القصر العظيم والذي يصدر منه الحاكم أوامره.
ورغم ذلك نجد تصميم من يهود الداخل ويهود الخارج لاثبات هذه المزاعم وتوثيقها بشتي الطرق
بداية من ترديد اللفظ الذي أصبح مثل العلامات التجارية المسجلة
مرورا بالرحلات العلاجية المزعومة لمومياء الملك رمسيس الثاني الي فرنسا وهي في الحقيقة ما كانت الا حجة لفحص المومياء للتأكد اذا ماكان هو فرعون موسي الذي جاء ذكره فى التوراة
انتهاءا بالفيلم الهوليوودي الذي انتج فى أواخر 2014 والذي قالوا فيه صراحة أن رمسيس الثاني هو فرعون موسي
ويبدو أننا أمام حالة خاصة جدا من حالات تزييف التاريخ وتغييب الوعي وقلب الحقائق بكل ما فى الكلمة من معني
فالمؤرخ القيصري الكنسي بيسابيوس (265-339) والذي طبقا لما هو متاح من معلومات هو أول من أدعى أن فرعون موسي هو الملك المصري رمسيس الثاني
ولا أعلم إلي سند تاريخي أو ديني إستند بيسابيوس فى مزاعمه!
ولماذا رمسيس الثاني تحديدا؟
والحقيقة التي يجب أن تدركها العقول الباحثة عن الحقيقة
أن النصوص الدينية (العهد القديم – والقرآن) التي لم نعرف هذا الفرعون إلا من خلالها هي الأولي بالبحث والتدقيق
وما يعنيني هنا تحديدا عندما أتكلم عن النصوص الدينية هو ماجاء فى القرآن الكريم علي وجه الخصوص
وهنا يتساءل البعض وهل يصح اللجوء الي النصوص الدينية وإعتمادها كمصدر للمعلومات التارخية ؟
أو فيما عرفناه مؤخرا من دعوات فصل التاريخ عن الدين
والحقيقة أن إجابة هذا السؤال تتوقف علي ادراك فداحة ما فعلوه بعقولنا الصغيرة عندما أقنعونا يوما
أن الحقيبة فيها كتاب دين والحقيقة أن الحقيبة دائما وأبدا كان فيها كتاب علم
ولكن هذا الكتاب قد تم تجميده للأسف وسجنه في حقبة تفسيرات من 1400 سنة لا تتماشي مع روح العصر ولا تتماشي مع روحه العظيمة العابرة لأازمنة التي تخاطب كل مكان وزمان ماضي وحاضر ومستقبل
ولعلها تكون فرصة للتأكيد على دعوة تجديد الخطاب الديني من خلال إعادة النظر في تفسير النصوص
القرآنية التي فقدت الكثير من حقيقتها وبيانها بسبب هذا التجمد الزمني
فالآية الكريمة من سورة القصص
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى (ٱلطِّينِ )فَٱجْعَل لِّى صَرْحًا لَّعَلِّىٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّى لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلْكَٰذِبِينَ
فى وضوح تام ومباشر نجد فرعون يخاطب وزيره هامان ويطلب منه أن يبني له صرحا من الطين
فهل كانت صروح اجدادنا من المعابد والمسلات والأهرامات من الطين ؟
نحن أمام حقيقة قرآنية تشير بكل وضوح الي جزء من حقيقة هذا الفرعون فهو من البلاد التي كانت تعتمد علي الطين كعنصر أساسي في البناء والتشييد
وكانت هذه هي عادة الكنعنايين المنتشرين في بلاد الشام وأطراف شبه الجزيرة العربية
لذلك عندما نقول أن فرعون موسي كان كنعانيا هكسوسيا من البدو الأسويين الحفاة الرعاة ولم يكن يوما مصريا ولم يكن يوما أحد ملوك مصر.. فقد جانبنا الصواب بلا مالا يدع مجالا للشك
وهي واحدة من الحقائق القرآنية بخصوص هذا الفرعون وأنا علي يقين تام أن باقي الآيات التي جاءت علي ذكره تحوي إستدلالات وإشارات اخرى إلى ماهيته
و لعل مشايخ الأزهر ينتبهوا ويتدبروا ويكفوا عن ترديد مزاعم اليهود أن رمسيس الثاني هو فرعون موسي
ولعلنا يوما نلقي الضوء علي تدبر باقي الآيات وايضا التعرض الي جانب آخر في منتهي الاهمية
لماذا يصر اليهود أن يكون الفرعون هو رمسيس الثاني تحديدا !!!
وفي هذا الأمر لا يسعني إلا أن أتذكر سطور الغائب الحاضر د.مصطفي محمود رحمة الله عليه فى كتابه التوراة متحدثا عن توراة العهد القديم
(إن التوراة اصبحت كمنشور سياسي ضد مصركلما ذكرت مصر صحب ذكرها لعن و وعد بالهلاك والخراب بخلاف قرآنك العظيم الذي نصف مصر من أكاذيبهم و وعدها بالأمن والأمان)