كتب محمود شريف
لم نر تعليقا من مغيبي جماعة الإخوان وأتباعهم ومن عبث الإخوان في عقولهم فعطلوا عندهم آلة الفهم وخُلق الإنصاف والعدل..
لم نر منهم إتهاما لحماس بالخيانة والعمالة لأنها رفعت صور السيسي في شوارع غزة، ولا عندما رفع إسماعيل هنية علم مصر وهو يشاهد إحدى المباريات للمنتخب القومى المصري.
ولم نر منهم إنصافا أو اعترافا بالحق عندما أعلنت حماس في تصريحات عديدة أن مصر كانت وما زالت تتابع الأحداث بشكل يومي، وعندما شكرت قيادة حماس القيادة المصرية على مواقفها ودعمها سواء السياسي والاعلامي والاغاثي فضلا عن الاستخباراتي والأمني.
ولم نر منهم تعليقا على سكوت أردوغان وهو خليفة الزمان في حسهم، فالرجل كأنه ليس هنا، لا دعم قولي ولا فعلي ولا تضامني، ومع ذلك لم يتهموه بالتخاذل والعمالة والنفاق إلى آخر التهم المعروفة.
كل هذه التناقضات الفجة في مواقفهم، إلا أن الثوابت عندهم تبقى كما هي مهما حصل من تغيرات، وهي كما يلي:
الثابت الأول: السيسي خاين وعميل صهيوني حتى وهو يقود حملة موسعة بالتنسيق مع الداخل الفلسطيني من أجل إيقاف الاعتداءات الصه يونية الغاشمة.
(ملحوظة: منذ بداية المواجهات ومصر تطلب من إسرائيل طلبا واضحا وثابتا وهو وقف إطلاق النار من طرف أحادي بلا شروط، وظلت إسرائيل ترفض وتراوغ إلى أن رضخت في نهاية الأمر).
الثابت الثاني: أن أردوغان هو خليفة المسلمين الذي لا تكف الألسن الإخوانية عن مدحه والتغزل في مواقفه حتى وإن كان من أعلى الدول التي تربطها مع إسرائيل علاقات تجارية وعسكرية لا تقارن بأي دولة في المنطقة، كما أنه يملك من سلاح الطيران ومن غيره ما يمكنه من دعم المقاومة ولكنه لم يفعل، وكان من مآثره هو وحاكم دولة قطر أنه يقف من حكومة الانقلاب موقفا معاديا لوجه الله ولأجل نصرة المظلومين، فإذ بالقيادة التركية تغير موقفها وتسعى للمصالحة مع النظام المصري وتُسكت الأبواق الإعلامية المأجورة التي تبث من أراضيها، كما أن حاكم قطر يوجه الدعوة للرئيس المصري من أجل زيارة الدوحة، وبالتبع يحدث تحول واضح في سياسة قناة الجزيرة.
الثابت الثالث: أن حزب النور خاين وعميل لأنه أدرك مبكرا ما لم تدركه جماعة الإخوان إلا بعد 9 سنوات من الأحداث، فلم يرفض الحزب الانخراط في خارطة الطريق 2013 ولم يرفض الاستمرار في المسار السياسي سواء في العمل الحزبي أو الانتخابي "البرلماني والرئاسي والاستفتاء على الدستور" وقال لهم المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية المهندس عبدالمنعم الشحات "نحن قبلنا بخارطة الطريق في عام 2013 وأنتم ستقبلون بها في 2014 أو 2015 وهكذا..، وكان يقصد من ذلك أنهم سيدركون ولكن في وقت متأخر، وسيفهمون ولكن بعد فوات الأوان، وسيندمون يوم لا ينفعهم الندم.
خلاصة ما سبق ليس دفاعا عن النظام المصري أو هجوما على النظام التركي أو فرحا بالموقف الحمساوي، فكل هؤلاء ليسوا معنين في هذا المقال وإنما المعنى الوحيد بهذا الكلام هم الجماعة الذين فسدوا وأفسدوا وخسروا كل شيء وما زالوا مستمرين في طريقهم المتخبط رغم ما جنته قياداتهم من مآس على العمل الإسلامي وعلى شباب الأمة في وقتنا المعاصر يستحقوا أن يُحاكموا عليها.
تنبيه: الناس اللي كل ما تملكه من رد هو السب والشتم والاتهام: وفروا تعليقاتكم فلن أرد عليها ولن أعيرها أي اهتمام.