بعنوان ليتفقهوا في الدين
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه وبعد :
من المفاهيم التي تلتبس علي كثير من الناس في الطهارة مسألة تطهيرالثياب من بول الصبي وخاصة في مرحلة الرضاعة فلقد اختلف الفقهاء علي رأيين، الأول رأي الشافعية والحنابلة وبعض المالكية أن بول الصبي الرضيع الذكر ينضح وبول الأنثي يغسل، لما روي "عن عائشة رضي الله عنها قالت :أُتي النبي صلي الله عليه وسلم بصبي يحنكه فبال عليه فدعا بماء فأتبعه بوله ولم يغسله " والحديث الآخروالذي جاء فيه قوله صلي الله عليه وسلم"يغسل بول الجارية ويرش بول الصبي" والرأي الثاني قول أكثر المالكية والأحناف : يغسل بول الطفل الرضيع ذكراً كان أو أنثي ، والراجح الرأي الأول, لكن لقلة فقه الناس في الدين بعضهم يتهكم علي هذا الحكم ويقول كيف يفرق الدين الإسلامي بين الذكر والأنثي أليس كلاهما طفل؟! وبعضهم يأخذ بالرأي المرجوح ويترك الراجح ظناً منه أنه بذلك لا يضع الدين في حرج أمام فئات الناس والأديان المختلفة ،وكان الأحري بهؤلاء وهؤلاء أن يردوا الأمر لأهل الذكر أو يكلفوا أنفسهم فيطلبوا فقه الرأي في المسألة لمعرفة العلة فيه ولمعرفة علة التفرقة بين تطهير بول الطفل الرضيع الذكر عن الأنثي نقول إن العلماء أرجعوا ذلك لثلاثة أمور الأول :قوة النصوص الواردة في الأحاديث الواردة في استدلال أصحاب الرأي الراجح بمناظرة استناد أصحاب الرأي الثاني لحديث آحاد اتهم رواته بالضعف ممالا يعتمد علي مروياتهم ,الثاني:أن بول الطفل الذكر مركز في مكان واحد فتطهيره بالنضح في هذا المكان تقوم به الطهارة أما الأنثي فبولها يرش لطبيعة التبول عندها فلا يعلم في أي مكان هو فيغسل الموضع كله لاستغراق الغسل فيه آكد من النضح ،ثالثهما : سبب علمي أثبته العلماء بعد ذلك فقالوا بأن بول الأنثي له جرم أثخن من الذكر وذلك أثخن وألصق بالمحل ممالا يزول بدون الغسل وهوأخبث وأنتن من بول الصبي الذكر وسببه حرارة الذكر ورطوبة الأنثي فالحرارة تخفف من نتن البول وتذيب منها ممالا يحصل مع الرطوبة ،وهذه معان مؤثرة يحسن اعتبارها في الفرق ،وبذلك يصير واضحاً جلياً لم قال من لاينطق عن الهوي صلي الله عليه وسلم بغسل بول الجارية ونضح بول الصبي مالم يطعما فإن طعما (أي أكلا الطعام )غسل كلاهما وصدق الله إذ يقول" وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا"وإلي لقاء آخر إن شاء اللة