بسم الله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فمنذ نعومة أظفارنا ونسمع عن هذين المصطلحين وتكلم فيهما مَن بضاعته مزجاة ،أكثر من أرباب الصناعة ،حتي اختلط الحابل بالنابل ،فنقول وبالله التوفيق :إن الأمر عند العوام وغير المتخصصين يلبّس علي الناس ،فيخلط بين المقصود بالمس واللمس في المعني العام والخاص ،فيحمل حكماً في مسألة علي غير ماوضع له وغير ذلك مما يطول شرحه ،لكن الأمر عند العلماء المتخصصين بيانه في ثلاثة مواضع كمايلي:-
أولاً:مدلول اللفظين لغة وشرعاً وهو باختصار له مدلول عام وهو ،لمس اليد لشيئ خارج عنها سواء كان اللامس رجلاً أو امرأة،وخاص وهو من ناحية الشرع لمس الرجل لامرأة أجنبية ،ومس الرجل أو المرأة للفرج (والمقصود به عضو التناسل لدي الجنسين)وقد يطلق علي المعاشرة بين رجل وامرأة ومنه قوله تعالي "أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ"وقوله تعالي"وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ".
ثانياً:اللمس والمس كناقض للوضوء واللمس من الرجل لامرأة أجنبية ناقض لوضوءه عند الشافعي إن كان بدون حائل وناقض عند مالك إن صاحبه وجود لذة أوقصدها دون وجودها وغيرناقض مطلقاً عند أبي حنيفة والخروج من الخلاف وقت السعة بالوضوء مستحب ،والأخذ برأي أبي حنيفة في وقت الضيق جائز ولا حرج فيه ،ولكل أدلته المعتبرة علي رأيه ،أما المس فهو ناقض للرجل إن مس ذكره دون حائل بباطن الكف عند مالك ،والوضوء عنده في هذه الحالة سنة لا واجب علي المشهور ،والمس مطلقاً ناقض عند الشافعي وغير ناقض عند أبي حنيفة والخروج من الخلاف وقت السعة مستحب ،وتقليد من أجاز في الضيق جائزولا حرج فيه ولكل أدلته المعتبرة التي لا يتسع ذكرها هاهنا.
ثالثاً:المصافحة للمرأة الأجنبية ،باختصار أن مصافحة المرأة الأجنبية جائزة عند أمن الفتنة وعدم قصد الشهوة ،وعند الجمهورعلي عدم الجواز ودليلهم حديث عائشة "مامست كف رسول الله صلي الله عليه وسلم كف امرأة قط"وحديث معقل بن يسار أن رسول الله قال"لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"والحديث الأول متفق عليه ،وأجيب عنه بأنه خصوصية للنبي صلي الله عليه وسلم والدليل،مصافحة عمر بن الخطاب للنساء في بيعة النساء يوم الفتح نيابة عن رسول الله ،والحديث الثاني ضعيف لمخالفته الثقات ،وقد روي موقوفاًعلي معقل بلفظ آخر فمن ابتلي بالمصافحة لمناسبة أو زمالة عمل أو نحو ذلك،فليقلد من أجاز ولاحرج عليه مع أمن الفتنة ودفع الشهوة،وما نقلته لنا بعض أعمال السينما من وجه في بعض الأعمال ،لايرقي لنقل الصورة بهذه ىالنزاهة ،فالمرء في عمله لا يشترط أن يكون علي طهارة دائماً ،ومن كان مسناً فصافح رئيسة عمله أم زميلته في العمل دون قصد سوي المصافحة المجردة كأسلوب تحية لا أكثر،فوضوءه صحيح علي رأي جمهور الفقهاء ،وغير ذلك له متسع في رأي من أجاز ،وإلي لقاء آخر إن شاء الله