Beautiful baby
recent
أخبار ساخنة

اسماء حامد ..تكتب «إعادة الزمن إلى الوراء»

الصفحة الرئيسية
الحجم

بقلم أسماء حامد 

لو امتلكت آلة الزمن الآن، لقمْت بتغيير العالم أجمع، سأعود بالزمن إلى الوراء، سأعود إلى نقطة البداية الأصلية، سأعمل على إزالة الضجيج والأخطاء.

الرجوع إلى أيام الطفولة البريئة، التي لا تحمل أي هموم ومشاكل، وأن يكون هدفي الوحيد حضن أبي الدافئ، ويكون أكبر همي ترتيب أغراض غرفتي المبعثرة، الممتلئة بالكتب والدُمى المطاطية التي كنت وما زلت أعشقها، والحصول على مكافأة مزيج من الشيكولاتة والمال مقابل ذلك.

أتمنى لو كان بالإمكان إرجاع قلوب البشر إلى ما كانت عليه سابقًا، أيام الأخوة الحقيقية والصّدق والحب، ولا وجود للكره والنفاق والمصالح.

مسح كل شيء خاطئ، والعودة إلى نقطة التلاقي، إلى بداية الأشياء والعلاقات، إلى أول كلمة حب صادقة، إلى أول لقاء مع حبيب العمر، أول إحساس بالسعادة، إلى إحساس انتظار أول مولود، إلى شعور النجاح والتوفيق.

سأحذف كل المواقف المؤلمة، الحزينة، الأشياء التي أجبرت عليها، سأجعل كل العلاقات نقية لا خداع، لا نفاق، لا كذب، أو خيانة.

الأشياء القديمة كانت ثمينة وحقيقة، حتى الأشرار كانوا كذلك. 

الاختلاف كان يدل على الحقيقة: الأبيض مقابل الأسود، الخير مقابل الشر، الشبع مقابل الجوع، العلم مقابل الجهل. حتى الغني مقابل الفقر.

 الآن أثرياء جدد بنظام التقسيط، أحدث سيارة وأغلى نوع هاتف، ولا يمتلك بعض الجنيهات في جيب ذلك القميص ذي الماركة العالمية.

 كل ذلك بنظام التقسيط، وهلم جرًا فلم تعد تعرف الفرق بين الأشياء الحقيقية والمزيفة.

فهل لو استخدمت آلة الزمن سوف يعود العلم والإيمان والعمل والطموح، أم عفا الزمن عن كل ذلك وأصبح كل ذلك دِقَّة قديمة ومن الصعب إعادة ذلك؟

google-playkhamsatmostaqltradent