نعيش هذه الأيام أجواء كُروية أشبه، أو تكاد تكون احتفالية كرنفالية، وهي بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تقام علي ملاعبنا المصرية وتستمر حتى 19 يوليو 2019 ، فقد نالت هذه البطولة إشادة وإعجاب المشاركين بها، فهي وغيرها من الأحداث التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن مصر قادرة علي تنظيم أقوى الفعاليات والأحداث في جميع المجالات.
فكلنا شاهد الملاعب المقامة علي أحدث الطُرُز ، مضاهية بذلك الملاعب الأوروبية ، وكذلك حماسة التشجيع وعودة الروح للمدرجات بتواجد الجماهير ، ولكن ليس أي جماهير .. جماهير تدرك حجم المسئولية، حريصة علي دعم منتخبها، وإنجاح البطولة ، وذلك بفضل المنهج والنظام الجديد " تذكرتي".
مزايا متعددة لبطولة كأس الأمم الأفريقية يجب أن نبني عليها ما هو قادم ، ونتعامل مع بعض السلبيات الموجودة ونتلافاها ونتداركها، ولا أريد أن أكون متحاملا أو قاسيا عندما أقول إن بعضنا قد يكون هو الجانب السلبي عندما ينصّب نفسه حكما ووصيا علي الآخر ويتدخل في الأمور الشخصية لبعض اللاعبين، وهنا أنا لا أدين أحدًا، فأنا بشر لدي سلبيات وإيجابيات .
الحقيقة أنني لم أندهش مما حدث علي السوشيال ميديا من قبل الكثيرين تجاه تصرف أحد اللاعبين لأنني أرى أن هناك انحرافا في تفكير البعض ..فيتظاهر بأنه المدافع عن الأخلاق في العلن وينفذ في السر أمورا بعيدة كل البعد عنها .. فمثلا هناك من ينسى صداقة السنين لمجرد تضارب المصالح، أو لتفضيل مصلحته الخاصة علي زميله، أو من يريد أن يزيح زميله ليتواجد مكانه فيستخدم أساليب عديدة ، هناك من يتناسون العشرة الطيبة والمعروف ويخسرون زميلا لهم حتي وإن أخطأ، ولا يعرفون للتسامح معنى، رغم أنهم يتحدثون عنه باستمرار، فما يحدث من البعض في الظاهر يناقض ما بداخلهم، ويعتقدون أنهم بذلك أذكياء، والحقيقة هم أبعد ما يكون عن ذلك .
متى نعود كما كنا ونقف جميعا وقفة مع النفس لا ننصّب أنفسنا أوصياء علي أحد ونتعلم من أخطائنا وأخطاء الغير، ونعود للتسامح لأنه كان أهم ما يميزنا، ولا نعيب على أحد لأن العيب قد يكون فينا، ونضع أنفسنا مكان المخطئ الذي يشعر كأنه مثل الغريق الذي تخلى عنه الجميع