_ كلما أطلقت التفكير وأمعنت النظر فى كل ما حدث ومازال يحدث فى منطقتنا العربية وفى وطنى مِصر على وجه الخصوص على مدار الأعوام التِسع الماضية، كلما أدركت وتأكدت كم هى الحقيقة صادمة فى كثير من الأحيان،
_ نعم بكل أسف.. فما أكثر الأفاقون والمنافقون والمزايدون والمتاجرون والخائنون فى أوطاننا،
_ ما كل هذا الكم ممن يضعون الأوطان فى أذيال قوائم أولوياتهم، بل أنهم وضعوها خارج نطاق اهتمامهم،
_ وكيف ارْتُهِنَ مَصير أوطان عريقة وشعوب كريمة فى أيدى شرذمة مارقة تنتسب إليها بكل أسف،
لم يكفيهم كل هذا الدمار والخراب، فمازالوا يسعون فى أرض بلادنا فساداً وإفساداً، وكأن أنوفهم استعذبت رائحة الموت التى سكنت أوطاننا.
_ ولكن حقاً "رُبَ ضارةٍ نافعة" فقد تخلص وطنى من كل هؤلاء، وسَقط ما بقى من أقنعة بفضل الله والمُخلصين النُبلاء، وها هى بلادى تَعبُر الصِعاب وتخطو بكل عزم نحو المستقبل بالأمل والبناء.
** أخى وابن بلادى وعروبتى.. إنتبِه.. فلا يليق بك أن تنخدع بهم ومنهم بعد الآن.،
- فعندما تراهم يتشدقون بشعاراتٍ كاذبة وخادعة تنادى بالحرية "المطلقة".. ويرفضون الحدود والضوابط والمحاسبة عند الخطأ.،
(فاعلم أنك أمام آلهة الفِتَن والضلال)
- وعندما تراهم يُصِرّون على الجحود والإنكار والتجاهل لما بذل من جهدٍ وعرق ولكل مُنجزات المرحلة.،
(فاعلم أنك أمام عدو لدود، أو جهول " إذا أحسنا به الظنون")
- عندما تراهم يسخرون من المؤامرة.. ويسفّهون ويحقرون من يراها واقعاً مريراً يحيط بنا من كل اتجاه.،
(فاعلم أنك أمام أدوات "رخيصة" لتلك المؤامرة)
_ أدركوا منذ البداية أن " الرجل" يقف وراءه الغالبية الساحقة من المصريين.،
_ وأدركوا أنه من الخطورة بما كان تكرار نفس اللعبة بنفس الطريقة، حتى لا ينالهم ما طال من سبقهم إليها.،
_ فقد "احترق" كل من حاول قبلهم.. إحترق"كبيرهم" بالرغم ٱنه كان يحمل فى جعبته تأييداً و دعماً دولياً ممن كلفوه بالنزول إلى ساحة وطن أدرك أهله منذ اللحظة الأولى أنه ينتمى إليهم إسما وشكلا، بينما ظلا القلب والهوى قابعان فى"ڤيينا".،
_ إحترق"العراب" وترك وراءه جيشاً من التابعين أقسموا على الولاء وعلى استكمال المسير، تلقفوا منه"صنم" الحرية المطلقة، وطافوا به ربوع الوطن و روجوا له فى محاولة بائسة لاستقطاب المزيد من المفتونين والمضَللَين.. ولما لا ؟ .. وبضاعتهم من الحرية رائجة ومغرية، بل هى ملكة الإغراء المتوجة فى عالم الرغبات والتطلعات الإنسانية.
_ "الحرية" لطالما كانت الهدف والرجاء والمبتغى.. ولكن فقط عندما تقترن"بالمسؤلية"،
ولكنها تحولت على إيديهم ومن على شاكلتهم فى كل مكان أصابته لعنة الجحيم العربى إلى"فخٍ" فتاك.. هدم البلاد وقهر العباد.،
_ (حرية) بلا حدود..بلا ضوابط..بلا قانون،، هى الفوضى..هى الضياع..هى الدمار..هى "القاتل البارد الصامت" لحاضر ومستقبل الشعوب والأمم .
_ إعتمدوا "قاعدة النقاط" إستراتيچية المرحلة والرهان الأخير فى حسم معركة هم فيها أرخص أدواتها.،
_ تارة حاولوا افتعال الأزمات، وتارة تصيدوا الهفوات والصغائر وعظموها وصنعوا منها قضايا رأى عام.. ظناً منهم أن فى ذلك السبيل لجمع نقاط الفوز .،
ولكن عبثا حاولوا.. فما حصدت محاولاتهم إلا عقاباً شعبياً رادعاً لهم، خصم من أرصدتهم التى هى بالأساس كانت"صِفراً"،
هزمتهم الإرادة الشعبية، فانحدروا إلى هُوةٍ سحيقة وامتلأت أرصدتهم بالنقاط"السالبة" المُخزية.
_ أدركوا أشياءاً كثيرة.. ولكن ليس من بينها تلك العلاقة الخاصة بين"الرجل" وأهل مصر، بل هى شديدة الخصوصية.. فهم صدقوه وراهنوا عليه، بعدما أعطوا فرصةً ذهبيةً للجميع فى رحلةِ بحثهم عن قائدٍ مخلص فى أعقاب ٢٥ يناير.. فراحت قلوبهم قبل أعينهم تنظر وتفحص الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.،
_ ولكن خذلهم الجميع.. فكان حكمهم العادل وكانت النتيجة المستحقة (عفواً ..لم ينجح منكم أحد).،
_ ومن وسطِ اليأسِ والخذلان خرج إليهم" الرجل" فأبصروه بقلوبهم الطيبة.. والتى رغم كل ما أصابها فى العقود الثلاثة الماضية لم تفقد أبداً حسها وموهبتها الفريدة "والتى خصها بها رب العباد" فى فرز الغث من الثمين.. وتمييز الصادق الأمين من الأفاق اللعين، وأيقنوا أنه هبة رب العباد إليهم، فى وقت عم فيه الزيف .. و"عَجّ" ببائعى الأوطان.،
_ صدقوا "الرجل" وأحبوه.. فحملوه الأمانة، وقطعوا على أنفسم عهداً بالحفاظ عليه كما حافظ هو عليهم.،
_ وصنعوا له وحوله هالةً من"الثقة والأمل".. هالةٌ من نور، ولكنها وقت الخطر تتحول إلى حلقةٍ من نار تحرق كل من اقترب منها، وقد كان.. فقد احترق كل من اقترب محاولاً المتاجرة والمزايدة وتأليب الرأى العام.
_ ولكن.. وبالرغم من كلِ ذلك، و بما أنها "معركة وجود".. ستظل المُتاجرة بالحريات من قبل "معسكر الهدم والخراب" أحد أهم أوراق اللعبة.. بل هى فى اعتقادى أهمها وأخطرها على الإطلاق، وستظل محاولاتهم فى التلبيس والتدليس على بنى وطنى مستمرة.. مستغلين عدم معرفة العامة بحقيقة وصحيح القانون من ناحية.. فكانت محاولتهم الخبيثة بإيهامهم أن الدولة تفرط فى أراضيها كما حدث فى موضوع "جزيرتى تيران وصنافير.. أو أنها تنتهك الحقوق والحريات كما حدث فى واقعة نقابة الصحفيين وفى إخراج محادثاتهم الهاتفية وعرضها على العامة لإسقاط أخر ورقة توت عنهم ،
أو لتبرير فشلهم وعجزهم عن المنافسة السياسية والإنتخابية.
_ فمن مهزلة المتاجرة بالدين إلى لعبة المتاجرة بالحريات.. يمضى بائعوا الأوطان فى طريقهم المرسوم لهم بدقة وعناية.
_ ولكن.. فليعلم الجميع.. أن هذا الشعب قد حسمها.. بعدما أمسك بيد من حمله الأمانة وتشبث بها، و رفعا سوياً راية البناء والأمل.،
_ فحذار ثم حذار من الإقتراب، فقد رأى وأيقن القاصى قبل الدانى "أن كل من اقترب..قد احترق"