تابعت مرثا سليمان من روائع الأديب العالمي انطون تشيخوف في قصه
طبيعه غريبه
أوه يا فولديمار، كنت أتوق إلى المجد، الشهرة، النجاح مثل كل -- لماذا أتصنع التواضع؟-- كل طبيعة فوق المألوف. كنت أتوق لشيء غير عادي، فوق ما تتوق إليه الكثير من النساء العاديات! وبعد ذلك-- وبعد ذلك - - اعترض طريقي - - جنرال عجوز - - ثري جدا. هل تفهمني يا فولديمار! كان ذلك تضحية بالنفس، نكران للذات! عليك أن تدرك ذلك! لم يكن بوسعي أن أفعل شيئا غير ذلك. لقد استعدت ثروات الأسرة، استطعت أن أسافر، أن أنجح. لكن كم عانيت، كم كنت متمردة، كم كان عناقه كريها - - برغم ذلك كنت لطيفة معه - - قاتل بنبل.. كانت هناك لحظات – لحظات مخيفة، لكنني بقيت مؤمنة بفكرة أنه سيموت يوما ما، وأنني عندئذ سأبدأ العيش كما أشاء، أن أهب نفسي للرجل الذي أعبده – أن أكون سعيدة. هذا الرجل موجود يا فولديمار، إنه موجود بالفعل"
كانت السيدة الجميلة تحرك مروحتها بعنف أكثر. غمرت الدموع وجهها، ثم استطردت:
"غير أن الرجل العجوز قد مات أخيرا. ترك لي بعض الشيء. أصبحت حرة طليقة كالطير في الفضاء. والآن هي اللحظة التي أكون فيها سعيدة، أليس كذلك يا فولديمار؟ تأتي السعادة وهي تدق على نافذتي، وما كان عليّ إلا السماح لها بالدخول – لكن – يا فولديمار، أصغي إلي، أتوسل إليك! الآن هو الوقت الذي أهب نفسي للرجل الذي أحبه، أن أصبح شريك حياته، أن أساعده، أن أتبنى مثله العليا، أن أكون سعيدة – أن أجد الراحة — لكن – كم هي حقيرة وتافهة ولا معنى لها حياتنا كلها! كم هي خسيسة يا فولديمار! إنني تعيسة، تعيسة، تعيسة! مرة ثانية هناك ثمة عقبة أخرى في طريقي! مرة ثانية أشعر أن سعادتي لا زالت بعيدة، بعيدة! بعيدة! آه، يا للعذاب! – لو أنك فقط تعرف ما هو ذلك العذاب!"
"لكن ماذا – ما الذي يقف في طريقك؟ أتوسل إليك أن تخبريني! ما ذا يقف في طريقك؟"
" إنه جنرال عجوز آخر، ثري جداً ---".
تكشف المروحة المحطمة عن الوجه الجميل الصغير. يسند المؤلف أفكاره على قبضته – له حاجب كثيف، يفكر مليا بمظهر العلاّمة في علم النفس. تنطلق صافرة القطار بينما تمتقع ستائر النافذة باللون الأحمر الذي يعكسه مشهد غروب الشمس!