كتبت الصحفيه والمذيعه الاعلاميه مرثا سليمان
عندما ربتني امي انا واخي وكبرنا ارهقتها الحياه مع زوج غير سوي او طبيعي تركته أمي ورحلت في حال سبيلها، أجبرنا والدي على عدم زيارتها، وكانت الأيام صعبه تجبرنا ان نعتاد علي أب سيئ مريض نفسي لا يعرف ان يشعر باحد او يحب نفسه !
أخي الذي كان يغيب عن المنزل لليلةٍ أو اثنتين،
لم يأبه حين يعود للعقاب الذي ينتظره،
ومع الكثير من الركل والصفع كان يتظاهر أنه فاقد للوعي، فينفذ من الاعتراف عن مكان غيابه.
كنت صديق أخي الوحيد مع ذلك لم يخبرني أيضًا أين كان يقضي الأيام التي يغيبها ربما لأني كنت جبانًا وأخاف من ظلي.
يومًا أتذكر أنه دام على غياب أخي أكثر من ثلاث أيام وكان والدي يشتاط غضبًا أراد أن يسبب له موتًا مؤقتًا،
ما هي إلا ساعة واحدة كان ممددًا على أرضية الغرفة غارقًا بدمائه عندها أدركت أن الوحدة كفيلة أيضًا بجعلي أنساه هو الآخر.
في ليلةٍ باردة وجدت تحت وسادته رسالة قال فيها:
واصل زيارة أمنا فهي عمياء ولن تفرق صوتنا واصل رعايتها تحت التعذيب ولا تشعرها أن أحدنا قد رحل.