كل عام تتكرر القصة ذاتها بكل منزل وبكل دولة عربية وحتى أجنبية حول ماراثون الثانوية العامة والمرحلة التالية لها وهي "التنسيق"، الذي يحدد مستقبل الطالب، هذا البعبع الذي يخيف جميع الطلبة بل وحتى أولياء الأمور وتعلن حالة الطوارئ بالمنازل.
كل ذلك من أجل ماذا؟ ولماذا يحول الآباء والأمهات أبناءهم إلى أرقام ونسب مئوية تعبر عنهم وإذا لم يصلوا إليها يكون مستقبلهم قد تم هدمه كليًا ويبدأ الأب والأم في إسماع أبنائهم ما لذ وطاب، بل ويشعرون بالخجل في مواجهة الجيران والأصل والأصدقاء بمجموع أبنائهم الضعيف، أو العكس في الفخر والتباهي بمجموع ابنهم المرتفع وكأنه بذلك أصبح أفضل من ذويه.
وحينما تظهر النتيجة، الكل يتساءل "جبت كام؟"، "دخلت كلية إيه؟"، وكأن المجتمع منصف بالنهاية وكل خريج يحصل على حقه في التوظيف أو في الحصول على ما يستحق ماديًا ومعنويًا، إذا اعتبرنا أن هذا المجموع دال حقيقةً على ما يستحق من تخصص ما.
لماذا لا يفكر أولياء الأمور في إيصال أبنائهم إلى تلك النسب العليا في تربيتهم وأخلاقهم كي يصبحوا أسوياءً متصالحين مع أنفسهم ومع ضغوط الحياة مستقبلًا؟!! اجعلوهم فخرًا لكم أمام كل من يتعامل معهم مستقبلًا مهما كان تعليمه، الأهم هو ابنك ذاته ككيان مستقل واثق بذاته وقدراته في أي مجال فجميعها مهمة وأدوارنا جميعها تكميلية ولا يوجد ما نطلق عليه كليات قمة وكليات قاع.
نحن من صنع تلك الهواجس وصدقناها بالنهاية، ما يدل على الشخص هو الشخص ذاته، استثمروا في أبنائكم، في أخلاقهم، ودينهم، وسلوكياتهم في المواقف المختلفة، واتركوا لهم حرية الاختيار، لا تتركوا المجموع هو من يتحكم بهم، بل اتركوهم واجعلوا لديهم ثقافة الاختيار بما يتناسب مع ميولهم وكفاءاتهم، هذا هو مستقبلهم وهم أدرى الناس به إذا حصلوا على القدر الكافي من التربية والإرشاد منكم.
وعليك أيها الطالب أن تحاول أنت جاهدًا في تغيير تلك المصطلحات والثقة بأن الله لا يضيع جرا من أحسن عملا، لذلك توكل على الله وابتعد عن الوساوس والأفكار غير المنطقية التي تسبب لك القلق، ثق بنفسك واعلم أنه أيًا كانت النتيجة فإن هذا لا يدل عليك أنت شخصيًا، وأن أي كلية تلتحق بها هي فخر لك، فكم من خريجي ما يطلقون عليه كليات القمة حينما تتحدث معهم تجدهم كالذي لم يمر بأي مراحل تعليمية، والعكس صحيح تمامًا، هذا فقط ما عليك استيعابه كي تكون راضيًا مطمئنًا، ثق بنفسك واجتهد حيثما كنت.
من وجهة نظري، أنا لا أرى أي داعٍ لذلك التنسيق حقيقةً، فالمؤهل الحقيقي للطالب لالتحاقه بكلية ما هو مؤهلاته وميوله ودوافعه، هو نفسه وليس مجموعا يحصل عليه الطالب من خلال مجموعة مواد دراسية ينساها خلال 12 يوما عقب آخر امتحان، بحسب ما ذكر خبراء الاجتماع والأطباء النفسيون، بالإضافة إلى أن مواد الثانوية العامة لا تصلح للتعيين بوظائف الدولة؛ لأنها غير متخصصة، فهي مواد عامة وفي الغالب مكررة، لابد أن تكون هناك معايير أخرى للتصنيف كقدرات الطالب العملية أو الفكرية؛ معايير تعبر عن قدرته ورغبته الحقيقية، بالإضافة إلى المجموع، ولكن لا يكون هو المعيار الوحيد لأنه في النهاية ليس له علاقة بالمواد التي ستدرس بأي كلية.
وفي هذا السياق أناشد السيد الدكتور طارق شوقي وتكميلًا لعملية التطوير التي بدأها من المرحلة الإبتدائية والتي وصلت نسبة نجاحها رغم كل الصعوبات التي واجهناها للتغيير إلى نسبة 85% والتي ستثبت نجاحها كل عام عن سابقه بنسبة أكبر وأكبر بإذن الله، أناشد سيادتكم بعمل نظام مماثل لقياس ميول واهتمامات الطالب بعد مرحلة الثانوية العامة فيما يود استكمال دراسته فيه وجعله يسعى للتثقيف فيما يود دراسته إلى جانب الدراسة وجعله المقياس الأساسي للالتحلق بالكليات والمعاهد المختلفة ووضع مجموعة معايير لذلك بدلا من مجموع لا يشير لأي شيئ فيما سيتم دراسته سواء في كلية الطب أو كلية الآداب أو المعاهد فجميعها مواد جديدة ومختلفة؛ وامتحان الثانوية العامة تحديدًا جعله مرعب للطالب من بداية دخول مرحلة الثانوية العامة يؤثر على أغلبهم التركيز والتحصيل والإجابة في النهاية في الامتحان.
وأرجو أيضًا العمل على زيادة الجانب العملى والتطبيقي بشركات ومؤسسات الدولة أثناء فترات الدراسة للطالب بمختلف مراحله التعليمية كي تثقل ما يتلقاه بالكتب الدراسية ويكون هناك ربط بينهما وبين المجتمع الخارجي، فلا يكون أول صدام بينهما بعد التخرج وتكون أول جملة يتلقاها في أول مقابلة "انسى اللي انت أخدته في الجامعة وذاكرته خالص"، والسؤال الذي يليه "عندك خبرة في المجال ده قبل كده؟"، من أين ستأتي تلك الخبرة العملية وهو كل ما يفعله هو القراءة فقط والقراءة غير المستحدثة، فنحن ندرس مناهج من الستينيات والسبعينيات، أما الأبحاث الجديدة فلا تستحدث بالمناهج إلا بنسب بسيطة، أي أنها قراءة غير واعية، بلا هدف أو ربط بما يحدث بالمجتمع الخارجي.
كل ذلك من أجل ماذا؟ ولماذا يحول الآباء والأمهات أبناءهم إلى أرقام ونسب مئوية تعبر عنهم وإذا لم يصلوا إليها يكون مستقبلهم قد تم هدمه كليًا ويبدأ الأب والأم في إسماع أبنائهم ما لذ وطاب، بل ويشعرون بالخجل في مواجهة الجيران والأصل والأصدقاء بمجموع أبنائهم الضعيف، أو العكس في الفخر والتباهي بمجموع ابنهم المرتفع وكأنه بذلك أصبح أفضل من ذويه.
وحينما تظهر النتيجة، الكل يتساءل "جبت كام؟"، "دخلت كلية إيه؟"، وكأن المجتمع منصف بالنهاية وكل خريج يحصل على حقه في التوظيف أو في الحصول على ما يستحق ماديًا ومعنويًا، إذا اعتبرنا أن هذا المجموع دال حقيقةً على ما يستحق من تخصص ما.
لماذا لا يفكر أولياء الأمور في إيصال أبنائهم إلى تلك النسب العليا في تربيتهم وأخلاقهم كي يصبحوا أسوياءً متصالحين مع أنفسهم ومع ضغوط الحياة مستقبلًا؟!! اجعلوهم فخرًا لكم أمام كل من يتعامل معهم مستقبلًا مهما كان تعليمه، الأهم هو ابنك ذاته ككيان مستقل واثق بذاته وقدراته في أي مجال فجميعها مهمة وأدوارنا جميعها تكميلية ولا يوجد ما نطلق عليه كليات قمة وكليات قاع.
نحن من صنع تلك الهواجس وصدقناها بالنهاية، ما يدل على الشخص هو الشخص ذاته، استثمروا في أبنائكم، في أخلاقهم، ودينهم، وسلوكياتهم في المواقف المختلفة، واتركوا لهم حرية الاختيار، لا تتركوا المجموع هو من يتحكم بهم، بل اتركوهم واجعلوا لديهم ثقافة الاختيار بما يتناسب مع ميولهم وكفاءاتهم، هذا هو مستقبلهم وهم أدرى الناس به إذا حصلوا على القدر الكافي من التربية والإرشاد منكم.
وعليك أيها الطالب أن تحاول أنت جاهدًا في تغيير تلك المصطلحات والثقة بأن الله لا يضيع جرا من أحسن عملا، لذلك توكل على الله وابتعد عن الوساوس والأفكار غير المنطقية التي تسبب لك القلق، ثق بنفسك واعلم أنه أيًا كانت النتيجة فإن هذا لا يدل عليك أنت شخصيًا، وأن أي كلية تلتحق بها هي فخر لك، فكم من خريجي ما يطلقون عليه كليات القمة حينما تتحدث معهم تجدهم كالذي لم يمر بأي مراحل تعليمية، والعكس صحيح تمامًا، هذا فقط ما عليك استيعابه كي تكون راضيًا مطمئنًا، ثق بنفسك واجتهد حيثما كنت.
من وجهة نظري، أنا لا أرى أي داعٍ لذلك التنسيق حقيقةً، فالمؤهل الحقيقي للطالب لالتحاقه بكلية ما هو مؤهلاته وميوله ودوافعه، هو نفسه وليس مجموعا يحصل عليه الطالب من خلال مجموعة مواد دراسية ينساها خلال 12 يوما عقب آخر امتحان، بحسب ما ذكر خبراء الاجتماع والأطباء النفسيون، بالإضافة إلى أن مواد الثانوية العامة لا تصلح للتعيين بوظائف الدولة؛ لأنها غير متخصصة، فهي مواد عامة وفي الغالب مكررة، لابد أن تكون هناك معايير أخرى للتصنيف كقدرات الطالب العملية أو الفكرية؛ معايير تعبر عن قدرته ورغبته الحقيقية، بالإضافة إلى المجموع، ولكن لا يكون هو المعيار الوحيد لأنه في النهاية ليس له علاقة بالمواد التي ستدرس بأي كلية.
وفي هذا السياق أناشد السيد الدكتور طارق شوقي وتكميلًا لعملية التطوير التي بدأها من المرحلة الإبتدائية والتي وصلت نسبة نجاحها رغم كل الصعوبات التي واجهناها للتغيير إلى نسبة 85% والتي ستثبت نجاحها كل عام عن سابقه بنسبة أكبر وأكبر بإذن الله، أناشد سيادتكم بعمل نظام مماثل لقياس ميول واهتمامات الطالب بعد مرحلة الثانوية العامة فيما يود استكمال دراسته فيه وجعله يسعى للتثقيف فيما يود دراسته إلى جانب الدراسة وجعله المقياس الأساسي للالتحلق بالكليات والمعاهد المختلفة ووضع مجموعة معايير لذلك بدلا من مجموع لا يشير لأي شيئ فيما سيتم دراسته سواء في كلية الطب أو كلية الآداب أو المعاهد فجميعها مواد جديدة ومختلفة؛ وامتحان الثانوية العامة تحديدًا جعله مرعب للطالب من بداية دخول مرحلة الثانوية العامة يؤثر على أغلبهم التركيز والتحصيل والإجابة في النهاية في الامتحان.
وأرجو أيضًا العمل على زيادة الجانب العملى والتطبيقي بشركات ومؤسسات الدولة أثناء فترات الدراسة للطالب بمختلف مراحله التعليمية كي تثقل ما يتلقاه بالكتب الدراسية ويكون هناك ربط بينهما وبين المجتمع الخارجي، فلا يكون أول صدام بينهما بعد التخرج وتكون أول جملة يتلقاها في أول مقابلة "انسى اللي انت أخدته في الجامعة وذاكرته خالص"، والسؤال الذي يليه "عندك خبرة في المجال ده قبل كده؟"، من أين ستأتي تلك الخبرة العملية وهو كل ما يفعله هو القراءة فقط والقراءة غير المستحدثة، فنحن ندرس مناهج من الستينيات والسبعينيات، أما الأبحاث الجديدة فلا تستحدث بالمناهج إلا بنسب بسيطة، أي أنها قراءة غير واعية، بلا هدف أو ربط بما يحدث بالمجتمع الخارجي.