ربما كانت هناك اسباب محددة لكثرة اخطاء الاطباء التي تؤدي الي وفاة العشرات بل المئات من المرضي دون أن يكون للمريض اي دخل في هذا الامر ،سوي أن يلقي بجسده ونفسه واعصابه علي الشازلونج او السرير الطبي لكي يفعل فيه الطبيب ما يشاء من عمليات جراحيه حتي يعالج من الالم الذي يشعر به ،ومن هذه الاسباب التي تؤدي الي اخطاء الاطباء في حق المرضي وربما المجتمع ، انعدام الخبرة التي لابد أن يتحلي بها الطبيب لانه يتعامل مع انسان وليس ماكينة او سيارة متحركة وانعدام الكفاءة ايضا من قبل الطبيب الممارس والفئات المساعده له من تمريض وخلافه او نتيجة ممارسة عملية او طريقة حديثة وتجريبية في العلاج لاسيما بعد اقرار القانون بشرعية التجارب السريرية للمريض وهو ما جعله برأيي كال " فئران تجارب"!
الامر الاخر هناك سبب وهو وجود حالة طارئة تتطلب السرعة علي حساب الدقة او ربما نتيجة طبيعة العلاج المعقد وهذا امر يحتاج الي الخبرات والكفاءة في الطبيب من اجل تجنب الاخطاء القاتلة!
وعندما ننظر الي الاحصاءات العالمية نجد أن نسبة الوفيات نتيجة الخطأ الطبي عالية للغاية ليست في مصر فحسب بل في مختلف بلدان العالم المتقدم والمتخلف علي السواء ،فكثيرا ما نسمع عن طبيب مهمل ترك فوطة او منشفة داخل بطن المريضة او المريض وهناك من ترك اله حديدية واخر لم يربط الجرح واخر لم يهتم بمتابعة المريض عقب العملية الجراحية ....الخ
ففي الولايات المتحده الامريكيه نجد أن حالات الموت الناتجة عن اخطاء طبية تصل الي 250الف حالة وفاة سنويا.
كما أن الهدف الاساسي من وراء الاهتمام بالاعداد الجيد للطبيب الممارس ، هو تخليص المريض من مرض ألم به او تخفيف حدته او تخفيف الامه وكذلك الوقاية من الامراض الاخري والكشف عن سوء الصحة عامة ومن ثم لابد أن ما يقوم به الطبيب مطابقا للقواعد والاصول العلمية المقررة وعن سؤال الطبيب المهمل يعد من قبيل سؤال مشروع تماما بل محاسبة وربما عقابة في حالة التعمد او الاهمال الجسيم او انه مسؤل عن الخطأ مسؤلية غير عمدية او بمعني اخر أن الطبيب غير مسؤل عن نتيجة العلاج اذا قام باداء واجبه كما يتطلب الاصول العلمية والطبية..!
وربما كانت أخطاء الاطباء هي ازمة ومشكلة ولكنها لم تصل الي مستوي الظاهرة ربما بسبب قلة الوعي و زيادة نسبة الامية ولكنها في امريكا تمثل السبب الثالث للوفيات في الولايات المتحده لعوامل كثيرة اهمها اهمال الكادر الطبي وحيتان شركات الادوية هناك ..لكن علي حال فان الاعداد الجيد للطبيب الممارس هو بمثابة الاعداد الجيد للمواطن والاستثمار في الصحة وبالتالي اعداد مجتمع صحي قادر علي تقبل معطيات العصر والتعامل معها بنجاح كبير.